في الوقت الذي تتباين فيه مواقف الدول اليوم حول القضية الفلسطينية وعدم حراك العرب عموما والمسلمين خصوصا لإحقاق الحق ومقاطعة الكيان الغاصب وتقديم حقوقهم بشكل جماعي في أروقة مجلس الأمن وغيره نجد أن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي الوحيدة التي وقفت بكل بسالة ووضوح ضد كيان هذه الدولة وذلك من خلال خطب وتصريحات خليفة المسيح الثاني الحاج مرزا بشير الدين محمود أحمد، فقبل أن تتخذ الأمم المتحدة قرارها الظالم بتقسيم فلسطين لم يسمع العالم إلا صوتاً واحداً يحذّر العالم الإسلامي قبل الأوان، وهذا كان صوت الخليفة الثاني، لقد نبَّه المسلمين جميعا في كتاب ألفه بهذا الخصوص قائلا لهم:

“لا تظنوا أن الغرب اليوم عدو لكم والشرق صديقكم، ولا تحسبوا العكس أيضا صحيحا. إنني أنبهكم أن أمريكا ليست صديقة لكم، كما أن روسيا أيضا ليست صديقة لكم. إنهما قوتان متفقتان على مؤامرة ضد الإسلام. ألم يبق فيكم شيء من الغيرة وحبِّ الإسلام حتى تنبذوا أنتم أيضا عداوتكم الداخلية وتتحدوا من أجل الإسلام؟”

وبعد إعلان هذا القرار المنحط والظالم بتقسيم فلسطين كتب حضرتُه مقالاً انتشر بشكل كبير جاء فيه:

“القضيّة ليست قضيّة فلسطين وإنما هي قضية المدينة المنورة. والمسألة ليست مسألة بيت المقدس وإنما هي مسألة مكة المكرمة ذاتها. القضيّة ليست قضيّة زيد أو عمرو بل هي قضيّة عِرض محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد اتّحد العدو ضد الإسلام متناسيًا أوجه الخلاف الكثيرة بينه. أَوَلاَ يتّحد المسلمون بهذه المناسبة رغم وجود آلاف من أوجه الاتحاد بينهم.”. (“الكفر ملة واحدة” نقلاً عن جريدة “الفضل” 21/5/ 1948م)

لقد كان لخادم الجماعة الهمام السير محمد ظفر الله خان دوراً بارزاً بل وحيداً في حينها لطرح القضية الفلسطينية بكل جرأة ووضوح في هيئة الأمم المتحدة رافضاً بإسم العالم العربي والإسلامي إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين حتى أطلقت عَلَيْهِ الصحافة العربية لقب (بطل قضية فلسطين).

للأسف الشديد، فقد كان موقف الجماعة الإسلامية الأحمدية أحادياً لم يسنده أصحاب الحق أنفسهم بل تركوا إسرائيل تستوطن وتتوسع من خلال الهجرة بتكفيرهم الجماعة الإسلامية الأحمدية بدل مساندتها بل ومنع أبناءها من إلقاء تحية الإسلام السَلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ اللهِ وَبَركاتُه والتي حقها السجن لسنوات والطلب من كل باكستاني يقدم على الجواز أن يسب ويكفّر مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا غلام أحمد.

فيما يلي مقتطف مما نشرته صحيفة “المحرر” المعروفة حول القضية الفلسطينية ومنها تذبذب الموقف الدولي الإسلامي خصوصا الباكستاني منه في الوقت الحالي نحو إسرائيل مقابل دور الأحمدي المخلص السير ظفر الله خان الثابت والواضح لصالح العرب ضد إسرائيل:

“غير أن الحكومة الباكستانية في عام 1947 كانت أكثر قدرة على المصارحة، وعلى تجسيد موقف شعبها المتآخي مع العرب في ظلال الحضارة المشتركة الإسلامية، ففي ذلك العام، وتحديداً في 9/11/1947، صدر قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة لهيئة الأمم، وأثناء المناقشات التي سبقت صدور القرار الظالم وقف وزير خارجية باكستان، محمد ظفر الله خان، وخاطب أعضاء الهيئة الدولية قائلاً:” إن من حق عرب فلسطين البالغ عددهم مليوناً وثلاثمائة ألف نسمة أن يختاروا نظام الحكم الذي يريدون، وهذا الحق تضمنه شرعة الأمم المتحدة، وإن كل ما يمكن لهيئة الأمم أن تقوم به هو أن تضمن لسكان فلسطين اليهود، البالغ عددهم ستمائة وخمسة وعشرين ألفاً، العيش بحرية في الدولة الجديدة، وممارسة طقوسهم ومعتقداتهم بكل حرية”! وبعد إعلان نتيجة التصويت لصالح التقسيم وقف الوزير الباكستاني مرة أخرى وعلّق قائلاً:” لقد سعينا لإحقاق الحق، ونجحنا في إقناع عدد من مندوبي الدول ليروا الحق كما لمسناه، لكن التيار الجارف ضيّع مساعينا، ونحن لا نحقد على زملائنا المندوبين الذين بدّلوا مواقفهم تحت الضغط الشديد والإكراه (الأميركي) واقترعوا لصالح مشروع لا تقرّه العدالة ولا يقرّه الإنصاف”!”. انتهى *المرجع*

وقد تلا ذلك مواقف مشهودة للجماعة في التنديد بالعدوان الاسرائيلي على العرب والمسلمين منها خطب خلفاء المسيح رحمهم الله ونذكر منه ما جاء في خطاب الخليفة الرابع من أجل نصرة العرب وطلب الدعاء لهم حيث قال قولته التاريخية “العرب نور الله في الأرض، وفناؤهم ظلمة، فإذا فنيت العرب أظلمت الأرض وذهب النور”.

يقول حضرته:

“إخواني الكرام! إن الأمر الأهم الذي أحب أن أحدثكم بشأنه هو أن العالم الإسلامي يمر بدور ابتلاء رهيب، وأخص بالذكر الدول العربية والعالم العربي المستهدفين لمظالم متوالية وتعذيب شديد من كل جانب. وكأن الأهداف التقت باتجاه إبادة العرب من على وجه الأرض. إن إسرائيل والمعسكرين الشرقي والغربي على حد سواء مشتركون في الظلم الدائر ضد العرب، حيث يتلاعبون بمقدرات الأمة العربية في حقل السلاح، ويدفعونهم ليسفك العربي بيده دم أخيه العربي. وحيث كان الأمر متعلقا بإسرائيل فلا توجد قوة في الأرض هي على استعداد لمد يد العون للعرب بجدية. وإن ما يتراءى في الأفق هو أن هؤلاء قد اتفقوا على وضع العرب في حالة ينهبون فيها نفطهم مقابل أسلحة زائدة لديهم، ويسعون لنهب خيراتهم وتحريض بعضهم ضد البعض الآخر.

إن العرب اليوم في حالة يرثى لها، مما لا يسمح لأي مسلم السكوت على هذا الوضع واحتماله. لذا فإني أحض جماعتنا على الالتزام بالدعاء المستمر في هذه الأيام وبكل توسل وتضرع لصالح الأمة العربية، ليس مرة أو مرتين، بل ثابروا على الدعاء لهم دونما انقطاع، في تهجدكم وفي كل صلواتكم. ادعوا ربكم ليتفضل على العرب ويرحمهم وينقذهم من مصائبهم وآلامهم، ويغفر لهم ويعفو عنهم، حتى يعود إليهم النور الذي أشرق من بينهم بكل قوة وجلال، فيجعلهم الله سبحانه حملة هذا النور المحمدي إلى العالم قاطبة، وليكونوا في الصف الأول من المضحين في سبيل الإسلام، كما كانوا من قبل. ولا يكونوا من المتخلفين.”. (من خطاب للخليفة الرابع للأحمدية)

للمزيد يرجى قراءة مقال تفصيلي من موقع الجماعة الإسلامية الأحمدية *من هنا*

كما يمكن الإطلاع على ما كتبه مركز المعلومات الفلسطينية حول موقف الجماعة الإسلامية الأحمدية من كيان هذه الدولة المحتلة *هنا*.