كشفت صحيفة pakteahouse الباكستانية (من هنا) بأن الأب الحقيقي للتكنولوجيا النووية الباكستانية ليس هو الدكتور “عبد القدير خان” كما تعلن الحكومة الباكستانية بل هو في الحقيقة “البروفيسور محمد عبد السَلام” العالم الفيزيائي وأول مسلم يحصل على جائزة نوبل في الفيزياء. وجاء هذا البيان لعدة أسباب علمية وتاريخية ووطنية ناقشتها الصحيفة بطريقة أكاديمية مبيّنة أن عبد القدير خان لا يد له ولا صلة بالبرنامج النووي الباكستاني بل هو الذي باع أسرار التكنولوجيا النووية الباكستانية إلى كوريا الشمالية بخلاف البروفيسور عبد السَلام الذي ناضل منذ ستينيات القرن الماضي في حملة أطلقها ومَوَّلَها بنفسه من أجل حصول بلاده باكستان على التكنولوجيا النووية ولكي تتمكن بلاده من إنتاج الوقود النووي الذي صار اليوم مصدر فخر دولة باكستان.

لقد كان البروفيسور عبدالسلام يقوم بتدريس وتخريج العلماء بنفسه على نفقته الخاصة خدمةً لبلده رغم كل الصعوبات التي كان يواجهها بسبب تكفير مشايخ باكستان للجماعة الإسلامية الأحمدية حسب التعديل الدستوري الباكستاني لسنة ١٩٧٤ والذي اعتُبِرت بموجبه لأول مرة جماعة مسلمة هي الجماعة الإسلامية الأحمدية على أنها أقلية دينية خارجة عن الإسلام، وتمَّ تشريع العقوبات القانونية ضد أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية كالحبس والغرامة وغير ذلك لمجرد ادّعائهم الإسلام.

إلى جانب ذلك كان البروفيسور عبد السَلام هو المؤسس الحقيقي للبرنامج النووي الباكستاني وأسَّسَ المعهد الباكستاني للعلوم والتكنولوجيا النووية الذي سمّي مؤخراً بإسم عبد السَلام (من هنا). وقد ساعد عبد السَلام أيضاً في إطلاق المفاعل النووي الباكستاني وكتب المعادلات الرياضية المعقدة التي كانت هي الأساس لإنشاء ما يعرف اليوم بوكالة الطاقة الذرية الباكستانية. كما أسس عبد السَلام لجنة الصناعة النووية بين باكستان والصين. كذلك بَيّنت الصحيفة كيف أن عبد القدير خان المدعوم من مشايخ تكفير الأحمدية طالما سعى بكل طاقته لتشويه سمعة البروفيسور عبد السَلام على الدوام وتهميشه وإخفاءه عن الإعلام فقط بسبب انتمائه للجماعة الإسلامية الأحمدية وهو الأمر الذي سلكه أيضا ضد باقي العلماء المخلصين. ثم خلصت الصحيفة إلى أن دور البروفسور الأحمدي عبد السَلام في تأسيس التكنولوجيا النووية في باكستان يماثل دور القائد الأعظم جناح في تأسيس دولة باكستان.

وأخيراً نقتبس ما كتبته جريدة “الإتحاد” الإماراتية عن العالِم الأحمدي المسلم عبد السَلام بعنوان “محمد عبدالسلام .. النابغة الباكستاني” :

“لعالم الباكستاني الراحل محمد عبدالسلام هو أول مسلم يحصل على نوبل في العلوم لأبحاثه في الفيزياء، عام 1979 مشاركة مع العالمين ستيف واينبرج وجلاشو.

ولد محمد عبد السلام في قرية (جهانج) بولاية (البنجاب) الباكستانية، في 29يناير سنة 1926، وكان والده موظفاً صغيراً في الجمعية الزراعية، لكنه لم يبخل بماله وجهده في تربية ولده، فاهتم بمحمد أو (سلام) كما يحلو لزملائه من العلماء الغربيين أن يلقبوه، حيث كان يتابعه في المدرسة، ويتصل بمدرسيه ليطمئن على مستوى تحصيله الدراسي، بل إنه علَّمه اللغة الإنجليزية بنفسه، حين لم تنجح المدرسة في ذلك.

وعندما وصل (سلام) إلى الرابعة عشرة من عمره، حصل على منحة دراسية من جامعة البنجاب الحكومية في (لاهور) وبعد انتهائه من دراسة الرياضيات في عام 1946م لم يستطع الالتحاق بأي وظيفة بسبب الحرب العالمية الثانية، ولكنه استطاع الحصول على منحة للدراسة في جامعة (كمبردج) بإنجلترا لتكملة دراسته، وانتقل من باكستان إلى كلية (ترنتي) التابعة لجامعة كمبردج، حيث بدأ في دراسة الفيزياء النظرية التي تتماشى مع موهبته الرياضية، وخلال فترة دراسته للحصول على درجة الدكتوراه، عمل على استكمال نظرياته العلمية.

كان يحلم بأن تعود صفحات التاريخ المشرق، ويقود المسلمون زمام العلم في كل أنحاء العالم كما كانوا في الماضي، وفي الوقت نفسه، كان يشعر بالمرارة والألم على حال المسلمين، حيث أدرك مبكراً أنهم تأخروا كثيراً ؛ لأنهم لم يأخذوا بتعاليم القرآن الكريم التي تنص على أن المعرفة هي أسمى ما يمكن أن يحققه الإنسان، ودفعته الغيرة على الإسلام إلى الجد والاجتهاد، فاستطاع أن يحقق إنجازات في الفيزياء، ونجح في توحيد القوى النووية الضعيفة مع القوى الكهرومغناطيسية، وهو ما حصل بسببه على جائزة (نوبل) في الفيزياء.

ويعتبر محمد عبد السلام من أكبر العلماء المسلمين خلال القرون الستة الأخيرة ويعد من كبار علماء الفيزياء المعاصرين، وقد مُنح أكثر من خمس وعشرين درجة دكتوراه فخرية، وثماني عشرة جائزة وميدالية في مجال الفيزياء، أهمها ، إضافة إلى «نوبل»: جائزة الذرة من أجل السلام (1968م).” رابط المقال الأصلي (من هنا).